الاثنين، 14 أكتوبر 2013

تاريخ عمواس

تاريخ عمواس غني وهو بمثابة قصة شعوب عديدة وشخصيات معروفة مرّت بهذه المنطقة،قبل الميلاد وبعده ،وكانت مقر جند العرب المسلمين في فلسطين في عهد الخلفاء الراشدين. حيث يزعم اليهود أنهم كانوا قبل العرب والمسلمين في هذه المنطقة القريبة من القدس ،والحقيقة أن العرب الكنعانيين هم أول من سكن فلسطين قبل 3500 سنة قبل الميلاد، كما نرد على فرية الحق الديني التي يدعي فيها اليهود على أنبياء الله عليهم السلام بأنهم أنبياء اليهود ، ونؤكد أن جميع الأنبياء هم أنبياء الله ورسالتهم واحدة تحقيقاً لقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فيقول "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما".

بلدة عمواس هدمتها إسرائيل عام 1967 و شردت أهلها و زرعت مكانها غابة بأموال المتبرعين اليهود الكنديين ، و أطلقت عليها اسم " منتزه كندا.
معظم سكانها يعودون بأصلهم إلى عائلة « أبو غوش » التي تسكن قرية العنب - أبو غوش والتي تبعد 15كم عنها باتجاه القدس ولهذه العائلة أبناء عم في الأردن.
وقد ذكرت أحد الصحف المصرية[1] خبراً بعنوان (عمواس مدينة محاها الإسرائيليون من الخريطة ) ،وذكرت (عمواس) إحدى القرى الفلسطينية التي احتلت عام 1967 ودمرها الجيش الإسرائيلي وطرد أهلها (ذات المصير أصاب قريتي يالو وبيت نوبا في منطقة اللطرون)، كانت تقع في منطقة اللطرون جنوب شرق الرملة على مفترق طرق يصل بين مدن رئيسية هي: رام الله، الرملة،يافا، القدس وغزة.
وأوضحت الصحيفة الأهمية التاريخية لقرية عمواس ،كما ذكرت معنى كلمة عمواس،

«عمواس» بمعنى الينابيع الحارة ، كان اسمها في العهد الروماني «نيقوبوليس» بمعنى مدينة النصر نسبة إلى انتصار فاسبسيانوس على اليهود ، وصلها المسلمون في خلافة أبي بكر حيث فتحها عمرو بن العاص بعد استيلائه على (اللد ويبنا).
أصبحت مقر جند المسلمين ، وانتشر فيها الطاعون في زمن عمر بن الخطاب ومات فيها آلاف كثيرة من الناس، في (عمواس) كنيسة بيزنطية أعاد الفرنج بناءها في القرن الثاني عشر للميلاد إبان الحملات الصليبية ، وتملك أكثر من 5000 آلاف دونم . واعتاد أهلها زراعة الحبوب والبقول بها أشجار لوز وتين وعنب وصبار وزيتون ، وحولها توجد ينابيع أشهرها « بئر الحلو » الواقع بجانب دير اللطرون.
تاريخ عمواس
« عمواس » قديمة كانت في العهد الروماني مركز لمقاطعة تضم قرى (سلبيت - Slebi) و(أبو شوشةGazara )  و(يالو Alus) وغيرها وعرفت في ذلك العهد باسم «"نيقوبوليس Nicopolis» بمعنى مدينة النصر،  نسبة إلى انتصار (فاسبسبانوس  Vespasian) على اليهود .
وفي عهد الفتوح فتح عمرو بن العاص « عمواس » بعد استيلائه على اللد و (يبنى - يبنا ) في خلافة ابي بكر رضي الله عنه  ومن عمواس مقر جند العرب المسلمين في فلسطين ، كان ابتداء الطاعون الذي انتشر في عام 18هـ في بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب فنسب اليها . مات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة ومنهم جماعة لا تعرف قبورهم وقيل أنه مات فيه خمسة وعشرون الفاً من المسلمين وفي هذه السنة أيضا كان عام الرمادة في المدينة المنورة حيث أصابت الناس مجاعة شديدة وجدوب و قحوط .
ولما استخلف "عبد الملك بن مروان " طلب من "خالد بن يزيد بن معاوية " شراء " قصر الخضراء " وهي دار الملك في دمشق ، فابتاعها منه بأربعين الف دينار وأربع ضياع من مختلف الأجناد "المحافظات" السورية يختارهن . فاختار خالد "عمواس" من جند فلسطين .
توفي في عمواس ثروان أو ( ثوبان ) بن فزاره العامري ابو عبد الرحمن ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .كان يصحبه في السفر و الحضر . نزل الشام غازيا ، مات سنة 54 ه وقيل انه توفي بحمص .
ذكر المقدسي عمواس بقوله :- ( ذكروا أنها كانت القصبة في القديم . وإنما تقدموا الى السهل و البحر من أجل الآبار لأن هذه على حد الجبل ) .
وفي القرن الثاني عشر للميلاد ، أعاد الفرنج بناء الكنيسة التي كان البيزنطيون أقاموها في عمواس .
تملك قرية عمواس (5151) دونماً منها 16 للطرق و الوديان ولا يملك اليهود فيها أي شبر . وفيها (15) دونماً مغروسة بالزيتون . وتحيط بهذه الاراضي ، اراضي قرى اللطرون  ويالو ودير أيوب و سلبيت والقباب . يزرع في هذه الاراضي الحبوب والبقول . وبها بعض الأشجار كالعنب و التين واللوز وغيرها . وقد وجه الأهالي اهتمامهم في المدة الأخيرة إلى زراعة الخضار ولكن على نطاق ضيق .
وهذه هي مساحة مسطح القرية والأراضي الباقية بعد نكبة 1948 م أما مساحة جميع اراضي عمواس فيقدرها الأهالي بـ 36 الفاً ، وبعضهم بـ 40 الف دونم لأنه لا يوجد لقرية عمواس ( كوشان طابو )) .(1)
يشرب السكان من نبع يسمى ( بئر الحلو) الواقع بجانب ( دير اللطرون* ) سحبت مياهه بانابيب إلى الدير نفسه وإلى بعض بيوت القرية . وفي عمواس و حولها بعض الينابيع يستفيد منها السكان في الشرب وغيره . اشتهرث عمواس بكثرة الابار و العيون فيها  والتي منها:-
§        البير الفوقاني                     البير التحتاني
§        بير توفيق                         بير العامرية
§        بير بتريدس                       بير الحلو
§        عين نيني                         بصة علي اسماعليل
§        بير ابو مخلوف                   عين العقد       
كان في عمواس في عام 1922 م ( 824 ) نسمة . وفي عام 1931 م ( ارتفعوا الى 1021 نفراً – 503 ذكور ، و 518 اناث – مسلمون ، بينهم مسيحيان )  وللجميع 224 بيتاً . 


(1) : عن كتاب قرية عمواس للسيد يعقوب حيدر ابو غوش  الطبعة الثانية
* : أُقيم سنة 1890 بمساعدة دير فرنسي يتبع لكنيسة الصامتين وهي حركة إنبثقت عن الفاتيكان. يعيش في دير اللطرون اليوم 25 راهباً مِن 11 دولة. من عادة الرهبان في هذا النوع من الأديرة أن يستمروا في المعيشة بنفس الدير مدى الحياة. تأثر دير اللطرون ،كما المنطقة، من جراء أحداث صعبة من معايشة الأتراك ، الانجليز، ثم اليهود. قتل خمسة من الرهبان الذين أقاموا في الدير أثناء الحرب العالمية الأولى التي جرت سنة 1914-1918. أعيد اعمار الدير من جديد وما ان انتعش حاله حتى اندلعت نيران حرب ال-1948 حيث قصف الدير مما اضطر الرهبان للاختباء في الأقبية تحت الأرض ولكن هذا لم يمنع وقوع ضحايا بينهم. ويقوم الدير بدعم مدرسة واحة السلام الابتدائية. وقد انتقل سكان اللطرون إلى قرية عمواس المجاورة في الضفة الغربية، وظلت منازلهم خالية حتى سنة 1967، حين احتل الجيش الإسرائيلي اللطرون في حرب حزيران/يونيو.
وفي عمواس مسجدان ومدرسة ابتدائية للبنين . تأسست هذه المدرسة سنة 1919 م بمعلم واحد . وفي عام 1947-1948 أصبحت ابتدائية كاملة . بلغ عدد طلابها 187 طالباً يعلمهم ستة معلمين ثلاثة منهم على حساب أهل القرية . وللمدرسة مكتبة ضمت 376 كتاباً . وفي عمواس 350 رجلاً وعشرون من النساء يلمون بالقراءة والكتابة .(2)
صحيح أن عمواس خسرت معظم أراضيها في حرب سنة 1948 إلا أن سكانها اهتموا بتطوير أنفسهم تعليمياً ومهنياً للتعويض عن خسارتهم أراضيهم،والعمل في القطاع الزراعي.لذلك كان بين أهالي عمواس الأطباء والمهندسين والمعلمين،وعمل جزء مهم في قطاع البناء .كما عمل حوالي أربعين من سكان عمواس في دير اللطرون المقام على أراضيها.
في عمواس كان ثلاث عشرة بقالة وفرنين،وصالونين للحلاقة وملحمة ومحلاً للخضار،ومصنع نسيج يدوي تابع لمشروع الانشاء العلمي.



(2) : المصدر السابق نفسه.


يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري:"إنّ تجربة الإبادة النازية قد تركت أثراً عميقاً في الوجدان اليهودي بحيث تجذّر الخوف من الإبادة في الوجدان وأصبح شيئاً من قبيل العقدة التاريخية أو العقدة النفسية الجماعية المتجذرة في العقل الجمعي اليهودي رغم زوال العناصر الموضوعية. وقد يكون لهذا التفسير بعض المصداقية، وبخاصة أنّ الصهاينة والإعلام الغربي قد حوّلوا الإبادة النازية ليهود الغرب إلى ما يشبه الأيقونة التي لا علاقة لها بالزمان أو المكان وجعلوها مركز ما يسمى "التاريخ اليهودي".
ففي ليلة ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، 26 يناير 1952، قامت دورية إسرائيلية ودخلت الأرض المنزوعة من السلاح في قطاع اللطرون، واجتازت ثلاثة كيلو مترات إلى أن أصبحت على بُعد خمسمائة متر من قرية عمواس فأمطرتها بنيران غريرة.(3)
وهدم اليهود عمواس في حزيران من عام 1967 م وقد مر بها بعد خرابها الصحفي البريطاني ( ميكل آدمز ) ووصف خرائبها في مقال له نشرته صحيفة (الصاندي تيمس) البريطانية  وترجمته الاهرام في عددها الصادر في 19 حزيران 1968 م .


(3) : نظرية الأمن الصهيونية:أ.د. عبد الوهاب المسيري- من الموسوعة اليهودية- مركز المرشد للدراسات والأبحاث، جنين. موقع المركز الفلسطيني للإعلام على (الإنترنت).



(2) : المصدر السابق نفسه.

[1] : جريدة 14 أكتوبر - العدد رقم : (15199) , الموافق 21 يونيو 2011  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق