الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

عمواس.. مكان مقدس عند المسلمين واليهود والنصارى



عمواس.. مكان مقدس عند المسلمين واليهود والنصارى
                                                إعداد: الأستاذ مصطفى نمر دعمس



« عمواس » قديمة كانت في العهد الروماني مركز لمقاطعة تضم قرى (سلبيت - Slebi) و(أبو شوشةGazara )  و(يالو Alus) وغيرها وعرفت في ذلك العهد باسم «"نيقوبوليس Nicopolis» بمعنى مدينة النصر،  نسبة إلى انتصار (فاسبسبانوس  Vespasian) على اليهود .

وفي عهد الفتوح فتح عمرو بن العاص « عمواس » بعد استيلائه على اللد و (يبنى - يبنا ) في خلافة ابي بكر رضي الله عنه  ومن عمواس مقر جند العرب المسلمين في فلسطين ، كان ابتداء الطاعون الذي انتشر في عام 18هـ في بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب فنسب اليها . مات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة ومنهم جماعة لا تعرف قبورهم وقيل أنه مات فيه خمسة وعشرون الفاً من المسلمين وفي هذه السنة أيضا كان عام الرمادة في المدينة المنورة حيث أصابت الناس مجاعة شديدة وجدوب و قحوط .
مقام الصحابي الجليل معاذ بن جبل

ولما استخلف "عبد الملك بن مروان " طلب من "خالد بن يزيد بن معاوية " شراء " قصر الخضراء " وهي دار الملك في دمشق ، فابتاعها منه بأربعين الف دينار وأربع ضياع من مختلف الأجناد "المحافظات" السورية يختارهن . فاختار خالد "عمواس" من جند فلسطين .
 

ذكر المقدسي عمواس بقوله :- ( ذكروا أنها كانت القصبة في القديم . وإنما تقدموا الى السهل و البحر من أجل الآبار لأن هذه على حد الجبل ) .
منظر عام يطل على قرية عمواس
وقد أظهرت الحفريات في عمواس ( حي دار الشيخ ) مكاناً لمسجد قديم،عثر فيه على أعمدة رخامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب،وقد أقام عائلة دار الشيخ[1] مسجداً على أنقاض هذا المسجد أطلقوا عليه ( مسجد عمر بن الخطاب[2])،تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب عندما زار القدس وعمواس، وقام الفاروق بنفسه بتقسيم المواريث بين أهلها بعد زوال مرض الطاعون عنها.ولهذا كانت عمواس وما زالت لها قدسيتها عند المسلمين وأهلها الذين رحلوا عنها قسراً بقوة السلاح على يد الجيش الإسرائيلي عام 1967م.
 

في أسفار اليهود يصف سفر يشوع بن نون" كيف توقّفت الشمس وثَبُت القمر على وادي أيلُونَ القريب من عمواس بينما كان الاسرائيليون يحاربون أعداءهم. وقد انتصر يهوذا المكابي في السنة 165 قبل المسيح، في هذا المكان، على الجيش اليوناني بقيادة نيكانور. وبفضل هذا النصر الهام افتُنُتِح الطريق المؤدي إلى أورشليم، مما سمح لليهود بالعودة إلى الهيكل لتطهيره من الأصنام الوثنية. ويعاد إحياء ذكرى هذا الحدث كل سنة خلال عيد الأنوار اليهودي. وسنة 30 بعد المسيح، دَمّر الرومان مدينة عمواس وأصبحت قرية صغيرة حيث التقى يسوع بتلميذَيه، أو بالأحرى حيث انفتحت أعينهم وعرفوه عند كسر الخبز. وسر الافخارستيا هو أيضاً كشمسٌ تنير البشرية بنور المسيح. وقد أعاد الرومانيون بناء هذه المدينة في القرن الثالث حيث عاشت وازدهرت جماعة مسيحية كبيرة."[3]

مكان حج وصلاة

في العهد البيزنطي، كانت بلدة عمواس – نيكوبولوس مركز لأسقفية ذات أهمية كبيرة. وقد بنيت بازيليكتَين في القرن الرابع والخامس في المكان الذي يُعتقَد أن المسيح كسر الخبز فيه مع تلميذَيه. وأعاد الصليبيون بناءهما بعد أن دُمِّرتا في القرن السابع. وعاد المسيحيون إلى هذا المكان حوالي سنة 1878 من جديد للحج والصلاة.  
لوحة تصور المسيح مع تلاميذه في عمواس
 

   وابتدأت الأبحاث الأثرية عام 1880 ولم تتوقف حتى اليوم. وأعظم ما قام به علماء الآثار والعاملون هو اكتشاف ما تبقّى من البازيليكتين البيزنطيَّتَين، وعدّة فسيفساء خلاّقة وجرن معمودية وكنيسة صليبيةً. ومنذ سنة 1930 بنى آباء "بيت آرام" مبنى في أعلى التل يستطيع الزائر زيارته بالإضافة إلى زيارة متحف الفسيفساء وكنيسة جماعة التطويبات التي تسكن هذا الدير منذ سنة 1993.



وفي القرن الثاني عشر للميلاد ، أعاد الفرنج بناء الكنيسة التي كان البيزنطيون أقاموها في عمواس .
                                 مؤمنون وحجاج يسرعون لزيارة بازيليكا قرية عمواس

الزائر إلى عمواس اليوم يرى عمليات الترميم الهائلة التي أقامها اليهود بهدف استصلاح ما سمي بمتنزه كندا ،ووضعوا لافتة مكتوب عليها  ( عمواس نيكوبوليس مكان مسيحي مقدس )،وقد وضعوا الآثار القديمة المتبقية لقنوات المياه بإنها آثار تعود إلى الفترة الرومانية والبيزنطية محاولة تغييب استعمال هذه القنوات في الفترة الإسلامية حتى يومنا هذا.
 

وفي المقابل نحن العرب والمسلمون ندرك جميع مخططات اليهود ،ومهما طال الزمان أو بعد فان هناك أجيال ستدافع عن حقوقها ،وتحاوا ارجاع ما نهب وسلب من أراضي وحقوق،كما نرد ان تاريخ فلسطين حافل بكل العصور،وان ظهور حضارات سبقت المسلمين على أرض فلسطين يؤكد بان هذه الأرض تعاقب عليها موجات بشرية ـ أطلق عليها البعض الموجات السامية ـ انتشرت ثم استقرت في هذه المناطق، ومنهم الأكديون والآشوريون والعمونيون والمؤابيون والأموريون.

وفي حدود عام 2500 ق م نزحت من جزيرة العرب أيضا، قبائل عربية أخرى، لكنها استقرت في فلسطين وعرفوا ب (الكنعانيين) وقد ظلت لهم السيادة حوالي 1500 سنة، وكانوا أصحاب حضارة، انتقلت حضارتهم حتى وصلت إلى شواطئ المحيط الأطلسي وأوروبا. وقد أخذت فلسطين اسم أرض كنعان نسبة لهم.

وحتى لا ننسى قرية عمواس هدمها اليهود عام 1967 وشردوا أهل القرية كافة بقوة السلاح ...وهذا يضاف الى جرائم الصهاينة الكثيرة ، وهي المجازر التي تم ارتكابها في بلدات وقرى فلسطين من قِبل العدو الصهيوني الغاشم، سواء كان ذلك على يد جيشه المزعوم، أو حتى عصاباته المسلحة الموجودة على أرض فلسطين المحتلة، فمنذ العام 1947م حتى يومنا الحاضر عانى شعبنا الفلسطيني الكثير من المذابح والمجازر المختلفة، ابتداءً من مذبحة قريتي بلد الشيخ في نهاية عام 1947م، مرورًا بمذابح قرى سعسع، كفر حسينية، دير ياسين، بيت داراس، والعديد من المجازر، ووصولاً بمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1996م وانتهاءً بالحرب والعدوان على غزة عام 2014 م.
 
 



[1] : عائلة صوفية يعود نسبهم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.


[2] : كان فضيلة الشيخ مصطفى ابراهيم العنباوي اماماً وخطيباً لمسجد عمر بن الخطاب في عهد الانتداب البريطاني،وكان صاحب طريقة لأنه ينتمي من عائلة صوفية كما ذكرنا سابقاً،كما كان شيخ القرية ورعاً تقياً.توفي ودفن في عمواس بتاريخ 12/1/1277هـ .


[3] : هنا يجب أن ننتبه عند الحديث عن تاريخ عمواس القديم ،المؤرخون الغربيون اعتمدوا على رواية الأسفار أيضاً كنقل دون تمحيص أو وجود أدلة علمية، وإنما كرؤية تدور في فلك الاستعمار!  

والذي جعل الكتبة العرب ينزلقون والتسليم بصحة ما قاله المؤرخون العرب القدماء، على أنه حقائق علمية، ناسين أن المؤرخين القدماء ما كانوا إلا نقلة للمعلومات من اليهود ودونما تمحيص أو تدقيق، حتى ابن خلدون نفسه وقع في خطأ النقل رغم دعوته في مقدمته إلى التحقيق والتمحيص والمقارنة...!

ونلاحظ من النص وفي جميع الأسفار  ذكر أورشليم بدلاً من القدس بهدف تهويد المدينة،والمدقق في النص يلاحظ تهويد وتنصير بلدة عمواس.


 

الاثنين، 4 أغسطس 2014

عمواس مركز وقلب فلسطين

___________________ عمواس مركز وقلب فلسطين _____|
                                        اعداد : الأستاذ مصطفى دعمس
 
                    عمواس مركز وقلب فلسطين
تقع قرية عمواس[1] في فلسطين على بعد 25 كم شمال غرب مدينة القدس، وعلى الجنوب الشرقي من يافا وعلى مسيرة نحو 28 كم عنها. وهي ذات موقع استراتيجي هام يشرف على طريق القدس ـ الرملة ـ يافا، وطريق رام الله ـ غزة. حيث تشكل الحد الفاصل بين جبال القدس وامتداد الساحل.
ونظراً لموقع عمواس في قلب فلسطين ،فهي تعد حلقة وصل بين أهم المدن الفلسطينية كما يوضح الشكل،وشكلت عمواس مركزاً للخطوط الدولية المحيطة بها[2] وهي:
1- خط القدس – عمواس – الرملة – اللد
2- خط القدس – عمواس – الرملة – يافا
3- خط القدس – عمواس – عسقلان - غزة
4- الخط الدولي السريع : خط القدس – عمواس – تل ابيب(يافا الجديد)
5- خط رام الله – عمواس – عسقلان - غزة
6- خط رام الله – عمواس – الرملة – يافا
حدود قرية عمواس
يحد قرية عمواس شمالا قريتا يالو وسلبيت، وخربة دير نحلة، وجنوبا قريتا بيت سوسين وبيت جيز، وشرقا قريتا يالو ودير أيوب، وغربا قرى القباب وأبو شوشة ودير محيسن.
لاحظ موقع عمواس والقرى المجاورة لها
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
عمواس ذات موقع استراتيجي مهم:
موقع قرى اللطرون عموما مهم جدا بالنسبة للقدس، وتأتي أهميته لأهمية القدس بالنسبة لفلسطين، فهذه المنطقة هي الباب الغربي للقدس ؛ وبسبب موقعها الاستراتيجي هذا لعبت دورا كبيرا في الحروب على مدار التاريخ، وكان آخرها حرب عام 1948.
وكان من اهم الحصون المنيعة والمراكز المحصنة في عمواس:
- قلعة اللطرون: أحد المواقع العسكرية المهمة في معركة اللطرون.
أُنقر الصورة لتكبيرها
- مركز أمن اللطرون: في احدى معارك التاريخ الخالدة ،سجلت صفحات مشرفة في معركة مركز شرطة اللطرون 1948 معبرةً عن كينونة الفكر النضالي الأردني للجيش العربي الباسل .ويقول قائد العدو العقيد مردخاي جور في وصف المعركة:
" اعتقد أن هذه المعركة من أروع قصص القتال في الخنادق المحصنة".
- تلة اللطرون : استخدمت هذه التلة في معركة مركز شرطة اللطرون 1948 الخالدة ،ونظرا لأهمية هذه التلة وضع الجيش العربي مدفعين على تلة اللطرون،أحدهما باتجاه القباب،والآخر باتجاه وادي الصرار.[3]
وكان للمدفع الذي على سطح مركز الشرطة ميدان رمي فسيح،مسيطر على جميع طرق الاقتراب،وكان اعداده يشاهدون هذه القوة الضخمة ويصفقون مرحاً قبل أن يطلقوا طلقة واحدة،ورمى العدو اكثر من 300 قنبلة على المركز حتى تغير لون المركز وأصبح منظره كمنظر الغربال حتى أصبح العدو في موقع مناسب للجيش العربي، وهنا دفعة واحدة فتحت قوات الجيش العربي ناراً شديدة من المدفعية على حشود العدو،ودمرت دبابات العدو جميعها،، وتكبيده عشرات القتلى والجرحى ، والاستيلاء على عدد من دروعه التي تركها في ساحة المعركة.
وأصيب اعداد المدفع الشجاع واحداً بعد الآخر واستشهدو جميعاً بعد ان كانوا سبباً رئيسياً في تدمير هجوم العدو الاسرائيلي.وسوف نوضح بالتفاصيل هذه المعركة في صفحات مخصصة من هذا الكتاب ،وذلك لأهمية هذه المعركة التي تعد من المعارك المهمة في التاريخ العربي.
- قلاع عمواس: اسخدمت قلاع عمواس على مدار التاريخ قبل وبعد الأسلام،وما زالت بعض الآثار الرومانية في القرية، ففي عمواس بنى الرومان مدينة كبيرة سموها نيكوبولوس "مدينة النصر" وتمركزت فيها جيوش الفتح الاسلامي، وبنى الصليبيون فيها قلعة محصنة، وأثناء الفتوحات الإسلامية في فلسطين، كانت قلاع عمواس حصناً منيعاً  ومركزا مهما للجيوش الإسلامية ،وفي حرب 1948 كانت عمواس مركز حماية على طريق القدس.
EmmausFortress12s.jpg
صورة احد القلاع فقد كانت عمواس مركز حماية على طريق القدس
 
- مجموعة الخرب الخمسة،وهي:
1- خربة أم حارتين: ترتفع 175م عن سطح البحر،تحتوي على جدران قديمة متهدمة،وحجارة مزمولة،وبقايا معصرة الزيتون.
'Imwas - عِمواس : حجر دولابي كان يستخدم لعصر الزيتون
حجر دولابي كان يستخدم لعصر الزيتون
2- خربة الشيخ الجديري او الجدراوي: ترتفع 217م عن سطح البحر، وهي عبارة عن انقاض برج ومغارة قديمة ،بالاضافة إلى مدفن منقور في الصخر،وتحتوي على أنقاض وجدران متهدمة.
3- خربة العقد : ترتفع 350م عن سطح البحر،وتقع هذه الخربة بين عمواس وقرية يالو،وتحتوي على مغر وبقايا معاصر الزيتون.
4- خربة الصفرة او الصفار: ترتفع 314م عن سطح البحر،وتقع هذه الخربة غرب القرية،وتحتوي على جدران وقواعد مهمة وأعمدة مهدمة تعود للعهد الروماني.وتحتوي أيضا بعض القبور القديمة التي تعود للعهد الروماني.
'Imwas - عِمواس : منظر لداخل احد القبور القديمة التي تعود للعهد الروماني
منظر لداخل احد القبور القديمة التي تعود للعهد الروماني
5- خربة دير ذاكر: تقع هذه الخربة بجوار القرية،وتحتوي على بقايا لابنية قديمة مهدمة.وتحتوي أيضا بعض المغائر القديمة والآبار.
 
أهمية مواقع قرى اللطرون
ولما كانت القدس وما تمثله محور الصراع فقد كان مفتاح القدس (في باب الواد واللطرون والجبال المشرفة عليها). تنبع اهمية المواقع التي تتمد من القدس باتجاه الغرب الى الساحل كونها (منطقة جبلية وعرة تمر من منتصفها الطريق الوحيد التي تربط بين (القدس والسهل الساحلي). «أي قوة عسكرية تتخذ من الساحل قاعدة لها – لا بد لها اذا ما ارادت الاستيلاء على القدس ان تمر من طريق باب الواد».
http://www.altawhid.org/wp-content/uploads/2011/10/hhhhhh67-9.jpg
ففي معركة اللطرون[4] الملك عبد الله الأول المؤسس للمملكة الأردنية الهاشمية يبرق الى قائد الجيش يثني على الجهود التي بذلها شهداء وأبطال المعركة، وتلقى قائد الكتيبة البرقية التالية : " صاحب الجلالة يشكركم على انتصاراتكم الباهرة التي تحرزونها من وقت لأخر ويرغب جلالة الملك أن تبقى المدرعات التي غنمتموها في معركة اللطرون صباح اليوم لمشاهدتها " .
وفيما بعد وصل جلالة الملك عبدالله المؤسس في الأول من حزيران الى موقع اللطرون يرافقه ثلاث مدرعات بقيادة الملازم صالح الشرع واستمع إلى شرح تفاصيل المعركة ثم التفت إلى قائد الكتيبة الرابعة وهو حابس ألمجالي قائلاً : انك وجنودك تدافعون عن ارض سبقكم للدفاع عنها قادة عظام من أمثال عمرو بن العاص وصلاح الدين ومن اسماك حابساً ما اخطأ لأنك حبست العدو وحلت دون تقدمه ، ان كتيبتك الرابعة هي الكتيبة الرابحة بأذن الله.
سقط على تراب فلسطين وثرى القرية ما يقارب 50 شهيداً  من أبناء القرية منذ عام 1948م ( وسيتم عرض أسماء جميع الشهداء في جدول في الصفحات اللاحقة). ومن بين هؤلاء الشهداء الشهيد سعيد عبد الله ابو غوش[5]  والشهيد احمد حسين زهرة[6] ،والشهيد اسماعيل فايز ابو غوش[7] ،وما زالت قوافل الشهداء من أبناء القرية تستمر حتى وقتنا هذا ،ومن بين شهداء الإنتفاضة الشهيد ياسر ابو غوش والشهيد محمود خليل حسن ابو خليل[8].
 


موقع قرى اللطرون يطل  على  باب الواد وهو ممر يربط السهل الساحلي بجبال القدس ، وتتشعب منه طرق القدس و الرمله و رام الله وبيت جبرين وغزة . ويشتمل الموقع على وادي علي و مداخله، و الهضاب المطلة عليه، و القرى القريبة منه كعمواس وتل الجزر و اللطون وأبو شوشة ويالو وبيت نوبا.
ولباب الواد أهمية عسكرية عظيمة، فهو مفتاح مدينة القدس، دارت فوق أرضه معارك كبرى على مر القرون، فعنده صد صلاح الدين الأيوبي غارات ريكاردوس قلب الأسد أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وفي موقعه وقف أبناء جبل القدس ونابلس في وجه جيش إبراهيم باشا سنة 1834 ،وأخيراً معركة باب الواد[9] التي شارك بها الشهيد عبد القادر الحسيني[10] عام 1948 .

 
ويعزز من موقع قرى اللطرون وقوعها على الحوض الغربي للمياه الجوفية في فلسطين، فهذا الحوض من أغنى أحواض فلسطين المائية. [11]
ترتفع عمواس 200 م عن سطح البحر و مساحتها 148 دونماً .
 
 
 
 
تدمير قرى منطقة اللطرون:
أظهرت دراسة صادرة عن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية هدمت ودمرت نحو 23100 منزل فلسطيني في الأراضي المحتلة منذ العام 1967 ( الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس)، في إطار سياسة التهجير الصامت والتطهير العرقي الذي تمارسه بحق الشعب الفلسطيني .
وقام الاحتلال الإسرائيلي بتهجير المواطنين العرب والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم وزرعها بالمستعمرات اليهودية. وأجبرت عدداً كبيراً من الفلسطينيين على النزوح إلى الأردن بعد الحرب العدوانية عام 1967. وسخرت لتحقيق ذلك المجازر الجماعية والإرهاب والعنصرية وهدم المنازل والقرى والأحياء في المدن الفلسطينية المحتلة كما حدث في منطقة اللطرون حيث هدمت القرى الثلاث عمواس ويالو وبيت نوبا.
وحسب الدراسة، فقد أقدم الاحتلال على تدمير 3200 منزل في قرى عمواس وبيت نوبا ويالو ( المعروفة بقرى اللطرون) وذلك عقب وقف إطلاق النار عام 1967، يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت قرى: اللطرون، وعمواس، ويالو، وبيت نوبا، يوم السادس من حزيران عام 1967،وأزالتها من الوجود، بعد أن طردت أهلها منها..  وأقيم ما يطلق عليه 'متنزه كندا' على أراضي قرية عمواس المدمرة.[12]



[1] : بفتح العين وكسرها وسكون الميم ، بعده واو وألف وسين . وضبطه بعضهم بكسر أوله وسكون ثانيه وآخرون بفتح أوله و ثانيه و ثالثه . وسنوضح سبب تسمية كلمة « عمواس » في صفحات قادمة.
[2] : يخشى حالياً من خلال المخططات الصهيونية لتهويد المواقع في فلسطين، انشاء خط سكة القطار السريع الذي سيمر من عمواس،وهذا العمل سيؤدي من تغيير ملامح مهمة وآثار قديمة تمتد لآلاف السنين في القرية كما سبق وان أقاموا متنزها أسموه ( كندا – ثم أيلون ).
[3] : معن ابو نوار: في سبيل القدس – مطبعة القوات المسلحة الأردنية،ص45.
[4] : معركة اللطرون :اللطرون معركة بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية استمرت من 15 مايو حتى 23 مايو 1948، وهي إحدى معارك القدس في الحرب العربية الإسرائيلية (حرب 1948) تبعت هذه المعركة معركة اخرى هي باب الواد والتي من خلالها تم تحرير القدس. تعتبر معركتي اللطرون وباب الواد من قلائل المعارك العربية التي تكللن بالنجاح فلقد استطاع 1200 جندي اردني من الدفاع عن القدس بمقابل 6500 اسرائيلي .كانت خسائر الفوات الأسرائيليه كبيره في هذه المعركة وقاد القوات الأردنية المشير حابس المجالي. وقاد الجيش الأسرائيلي أرئيل شارون الذي اصبح في ما بعد رئيسا للوزراء(2001-2006). وقد جرح أرئيل شارون في المعركة وقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي –المشير فيما بعد- الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية .في عام 1985 قال النائب الأسرائيلي عوزي لاندو في الكنيست ان عدد القتلى الأسرائيلين في اللطرون تجاوز ال 2000 قتيل,وبعد انتقادات شديدة فام بتقليل تقديراته إلى ال 1000
[5] : استشهد في معركة ضد الانجليز عام 1936، ويعد أول شهداء القرية.
[6] : استشهد على يد الانجليز عام 1936
[7] : استشهد على تراب فلسطين في حرب 48 في منطقة (ابو كبير) بتاريخ 7/2/1948م.
[8] : من شهداء انتفاضة الأقصى عام 2000م ، واستشهد في بتونيا.
[9] : باب الواد معركة بين الجيش الأردني وقوات الاحتلال الإسرائيلية عام 1948، وهي إحدى معارك القدس في (حرب 1948) حدثت بعد اقل من اسبوع من معركة اللطرون.استطاع من خلالها الجيش الأردني تحرير القدس من قوات الاحنلال الأسرائيلية و كانت خسائر قوات الاحتلال الإسرائيلية هائلة في هذه المعركة فقد قتل المئات وجرح أكثر من ألف ولم يخسر الجيش الأردني سوى 20 شهيدا.قاد القوات الأردنية في تلك المعركة الضابط نواف جبر الحمود قال رئيس الوزراء الكيان الصهيوني ومؤسس الكيان الإسرائيلي ديفيد بنغوريون في حزيران عام 1949 امام الكنيست: "لقد خسرانا في معركة باب الواد وحدها امام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة" .
[10] : هو عبد القادر موسى كاظم الحسيني، ولد في استانبول في 8/4/1908م، توفيت والدته بعد مولده بعام ونصف فكفلته جدته لأمه، وما لبثت هي الأخرى أن فارقت الحياة ، فنشأ في كنف والده.
والده شيخ المجاهدين في فلسطين موسى كاظم الحسيني، شغل بعض المناصب العالية في الدولة العثمانية متنقلاً في عمله بين أرجاء الدولة العثمانية، فعمل في اليمن والعراق ونجد واستانبول ذاتها بالإضافة إلى فلسطين.
استشهد عبد القادر صبيحة 8/4/1948 في القسطل، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد... وسمي بطل القسطل، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره، أي في أوج عطائه الجهادي.


المصدر : من كتاب :
قرية عمواس وحكاية قرى اللطرون المدمرة للأستاذ مصطفى دعمس

شهداء قرية عمواس

شهداء قرية عمواس  _____| اعداد : الأستاذ مصطفى دعمس

"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"
وتستمر قافلة الشهداء
أن أشجار الحرية لا تنمو إلا بدماء الشهداء، كما يجب أن نعلم أن هذه الدماء التي سالت من أبناء قريتنا عمواس ليست بأول النهر ولا بآخره، وأن شهداء قرية عمواس لهم قدوة في سابقين قدَّموا حياتهم ودماءهم لهذه الأرض من أبرزهم كبار الصحابة، فجاء اللاحق على خطا السابق، وهذا السابق ليس ببعيد زمانًا ولا مكانًا، ويوضح الجدول التالي أسماء شهداء القرية من عام 1936م إلى يومنا هذا، والذين سقطوا في القرية وعلى تراب فلسطين وتستمر قوافل شهداء قرية عمواس على خطى أخوانهم من أبناء فلسطين .
 
المجد والخلود لكل الشهداء الذين سقطوا على تراب فلسطين.وان دماء هؤلاء الشهداء الذي سال على تراب فلسطين،سيحيي الأمل في نفوسنا حتى نصلي صلاة النصر في المسجد الأقصى حتى لو كلفنا هذا سيولاً من الدماء؛ليعود الحق لنا مهما طال الزمان،وتعود الأرض المسلوبة،ونعيد بناء قريتنا المدمرة،لينتصر الحق الفلسطيني ويزهق الباطل الصهيوني.
 
 
قوافل شهداء قرية عمواس
الرقم
الاسم
مكان الإستشهاد
تاريخ الإستشهاد
1-
سعيد عبد الله مصطفى  ابو غوش[1]
عمواس
1936
2-
احمد حسين زهرة[2]
عمواس
1937
3-
اسماعيل فايز ابو غوش
منطقة (ابو كبير)
1948
4-
فاطمة خليل ابو خليل[3]
عمواس
1948
5-
علي احمد ابو حلوة[4]
عمواس
1948
6-
محمد ذياب محمد ذياب[5]
عمواس
1948
7-
علي محمد خليل[6]
عمواس
1948
8-
سعيد محمد عبد العزيز برغش
عمواس
1948
9-
عبد الله حسن السعيد
عمواس
1948
10-
يوسف أحمد مصطفى ابو عاقله
عمواس
1948
11-
حسن محمود العامريه
عمواس
1948
12-
فاطمه الحج حسين
عمواس
1948
13-
توفيق عبد العزيز برغش
عمواس
1948
14-
محمد يوسف عبد الحميد بشير
عمواس
1948
15-
نعمه احمد عبد الله السعيد
عمواس
1948
16-
فاطمه محمود يوسف بشير
عمواس
1948
17-
فاطمه محمود حسونه
عمواس
1948
18-
هدى محمود حسونه
عمواس
1948
19-
توفيق الشيخ ناصر
عمواس
1948
20-
مصطفى موسى النوري
عمواس
1948
21-
مصطفى الزمط
معركة دير محيسن
1948
 
 
 
 
الرقم
الاسم
مكان الإستشهاد
تاريخ الإستشهاد
22-
حمدان عبد الرحمن الناشف[7]
عمواس
1949
23-
حسن محمد قاسم[8]
عمواس
1949
24-
ابراهيم يوسف الناشف[9]
عمواس
1950
25-
عرسان حسين الاعرج[10]
عمواس
1950
26-
اسماعيل ذيب سليمان
عمواس
1950
27-
شعبان محمد علي
عمواس
1950
28-
محمد عبد العزيز برغش
عمواس
1950
29-
محمد محمود برغش
عمواس
1950
30-
مصطفى خليل المحسيري[11]
عمواس
1951
31-
محمد حسين محمد قيسية [12]
عمواس
1951
32-
عبد السلام عبد العزيز برغش
عمواس
1951
33-
عبود عبد الرحمن عبد العزيز
عمواس
1951
34-
موسى حسن نصار [13]
عمواس
1951
35-
محمود سعيد
عمواس
1951
36-
علي عبد الكريم شحاده
عمواس
1967
37-
الحاج نمر ابو خليل [14]
عمواس
1967
38-
حسن شكري ابو غوش[15]
عمواس
1967
39-
احمد حسن السعيد [16]
عمواس
1967
40-
هيجر خليل ( أم روبين) [17]
عمواس
1967
41-
زينب حسن خليل (ام رمضان) [18]
عمواس
1967
42-
آمنه الشيخ حسين [19]
عمواس
1967
43-
داوود القبابي [20]
عمواس
1967
44-
هادية القبابية [21]
عمواس
1967
45-
فاطمة القبابية [22]
عمواس
1967
46-
عائشه سلامة [23]
عمواس
1967
47-
امنه ابو رياله[24]
عمواس
1967
48-
علي اسماعيل عبد الله[25]
عمواس
1967
49-
خليل جزر [26]
عمواس
1967
50-
محمد شحادة حسان ابو الياس [27]
بيت عور التحتا
1967
51-
زينب احمد موسى ابو زيد  [28]
بيت عور التحتا
1967
52-
حسن احمد علي التوم [29]
غور الاردن
1967
53-
محمود نمر الحاج علي[30]
غور الاردن
1967
54-
عبد العزيز عامر عبد الحليم[31]
الكرامة
1968
55-
ياسر محمد ذيب ابو غوش
رام الله
1989
56-
محمود خليل حسن أبو خليل
بيتونيا/ من شهداء انتفاضة الأقصى
2000
 

 

[1] : استشهد في معركة ضد الانجليز
[2] : استشهد على يد الانجليز
[3] : استشهد على يد الانجليز
[4] : استشهد على يد الانجليز
[5] : استشهد في معركة واد الصفا
[6] : استشهد يقذيفة أثناء معركة  مركز الشرطة ضد الاحتلال الصهيوني
[7] : استشهد خارج القرية
[8] : استشهد خارج القرية
[9] : استشهد خارج القرية
[10] : قتله جنود الاحتلال خارج القرية
[11] : قتله جنود الاحتلال أثناء الحصاد
[12] : قتله جنود الاحتلال في أرضه
[13] : من شهداء الجيش الأردني
[14] : استشهد تحت أنقاض بيته
[15] : استشهد تحت أنقاض بيته
[16] : استشهد اثناء القصف الإسرائيلي على عمواس عام 1967
[17] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[18] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[19] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[20] : استشهد تحت أنقاض بيته
[21] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[22] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[23] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[24] : استشهدت تحت أنقاض بيتها
[25] : قتل رمياً بالرصاص في خلة الطاقة،وكان قرب بيته بركة صغيرة ( بصة علي اسماعيل)، وكان كل شباب عمواس آنذاك يسبحون بها، ويسبحون في بئر دار العامريه بجانب بيارات الليمون.
[26] : قتله اليهود قرب يالو لأنه لم يسمع ندائهم،ظنوه يرفض أوامرهم.
[27] : استشهد في الطريق من شدة الإعياء والتعب
[28] : استشهدت في الطريق من شدة الإعياء والتعب
[29] : استشهد في غور الاردن عام 1967م مع الجيش الأردني
[30] : استشهد في غور الاردن عام 1967م مع الجيش الأردني
[31] : استشهد في معركة الكرامة عام 1968م مع الجيش الأردني
 
 
المصدر : من كتاب :
قرية عمواس وحكاية قرى اللطرون المدمرة للأستاذ مصطفى دعمس